المنتخبات

اعتمد طريقة دفاعية : هل بالغ الوحيشي في الحذر من `الانقليز`؟

اختار المدرب منتصر الوحيشي تعبئة المنطقة الخلفي في مباراة انقلترا حيث لم يسع إلى المجازفة في مؤشر واضح على أن التفكير كان منصبا على الخروج بأخف الأضرار ضد بطل أوروبا، ولعل السعي إلى الدفاع بأكبر عدد من اللاعبين قلّص من خطورة المنتخب الوطني من الناحية الهجومية رغم بعض الوضعيات السانحة وهو ما سهّل مهمة منتخب "الأسود الثلاثة" الذي تعامل بشكل جيد مع معطيات المقابلة ولم يرفع في النسق في الشوط الثاني ليتفادى الإرهاق. وارتكز "كاستينغ" الوحيشي على العناصر الجاهزة من الناحية البدنية والقادرة على التوفيق بين الجانبين الدفاعي والهجومي لإدراكه أن مباغتة المنتخب الانقليزي صعبة في ظل الفوارق الفنية الكبيرة غير أن دخول محمد الضاوي أنعش كثيرا الخط الأمامي وكاد يقلب المعطيات لولا يقظة حارس المنافس. وتعكس التغييرات توجه الاطار الفني الذي اختار عدم المجازفة من الناحية الهجومية ليحافظ على توجهه التكتيكي القائم على احكام التغطية وعدم ترك المساحات أمام المنتخب الانقليزي وهو ما حرم "النسور" من فرصة استغلال التراخي النسبي في أداء المنافس الذي تراجع أداؤه في الشوط الثاني بشكل ملحوظ لكنه صنع الخطر كلّما رفع في النسق وهي النقطة التي ارتكز عليها الوحيشي لعدم اللعب بالنار رغم أن الخسارة كانت حاصلة في جميع الحالات. التفكير في لقاء العراق كان التفكير واضحا في اللقاء الثاني للمنتخب الوطني الذي سيجمعه بنظيره العراقي والذي يعتبر "مفتاح" التأهل إلى الدور الثاني، ففي ظل ضيق الفترة التي تفصل المباريات ستكون الانتعاشة البدنية من العوامل الحاسمة في الحوار العربي المباشر وبالتالي فإن عدم بذل مجهودات كبيرة في لقاء انقلترا سيزيد من حظوظ "نسور قرطاج" في الجولة الثانية. وأبقى المدرب منتصر الوحيشي على ورقتي مالك المهري ويوسف سنانة إلى الوقت بدل الضائع من أجل تجهيزهما للموعد القادم حيث يحتاج المنتخب الوطني إلى نفس هجومي من أجل تحقيق النتيجة المنشودة، فالتخوّف المبالغ في مقابلة انقلترا لن يكون له داع ضد"أسود الرافدين" رغم أن المهمة ليست سهلة ضد وصيف بطل آسيا الذي قام بتحضيرات مثالية لكن إبراز القدرات الهجومية والمهارات الفنية مطلوب لتفادي تقديم صورة سلبية لمنتخب يرفض اللعب.